إزالة الثأليل المُزمنة بالجراحة الكهربائية الدقيقة


تعتبر الثأليل المُزمنة إحدى الحالات الشائعة التي قد تُصيب مجموعة مُعينة من المرضى وذلك نتيجة إصابتهم بفيروس الورم الحُليمي الإنساني Human Papilloma Virus وحدوث خلل في جهاز المناعة Immune System المسئول عن مُكافحة تلك الفيروسات. وقد تستمر تلك الثأليل بالنمو خلال سنوات عديدة وعادة يكون المريض قد راجع أكثر من طبيب مُتخصص وقد تم علاجه بأكثر من طريقة علاجية مثل الكي البارد أو الكهربائي أو الليزر ، والجدير بالذكر أن المُشكلة الحقيقية هي الوصول الى قاع الإصابة والتخلص من الأنسجة المُصابة ، وأحياناً يكون هناك ردود عكسية نتيجة العلاجات التداخلية لأن الجروح قد تُسبب في زيادة نمو الثأليل وتُشجعها على الإنتشار وهذا الأمر يحبط الأثنين معاً الطبيب المُعالج والمريض لذلك يكون العلاج ليس سهلاً كما يتصوره بعض المرضى.

ظهرت الجراحة الكهربائية الحديثة كأحد العلاجات المُتطورة التي أحدثت ثورة كبيرة في الجراحة حيث نستطيع أن نستأصل أورام جلدية بسهولة مُتناهية وبدون حدوث تلف بالأنسجة المُصابة بالمرض ، كذلك يكون النزيف الناتج عن قطع الأنسجة قليل مُقارنة بالجراحة التقليدية ، وعادة يكون مثل قطع السكين الساخنة لقالب من الزبدة ، وهذا لا يعني المضي بهذا العلاج عند ذوي الخبرة المحدودة فهذا العلاج يحتاج يد جراحية تتقنه فأي غلطة ولو كانت بسيطة قد تتلف الأنسجة الطبيعية وقد يحدث مُضاعفات مثل الندب وآثار حروق مُشوهة ...

ولما كانت الجراحة الكهربائية إحدى الوسائل العلاجية الحديثة في علاج الثأليل المُزمنة فقد اُستخدمت في الكثير من المرضى ولاقت إعجاب الكثيرين منهم وذلك لفعاليتها وقدرتها على إستئصال الثأليل بأقل الأضرار.

المريضة المُوضحة بالصور تشتكي من ثأليل مُزمنة في أصابع اليدين وقد جربت العديد من العلاجات الموضعية بدون فائدة تُذكر بل العكس ازداد حجمها واستولت على معظم مساحة الأصبع المُصاب ، بعد شرح الطريقة العلاجية وآثارها المستقبلية تم تخدير الأصبع المُصاب بالكامل باستخدام التخدير الموضعي ثم بدأنا بالإستصال الجراحي بالجراحة الكهربائية (جهاز ألمان) وذلك على عدة مراحل في كل مرحلة نأخذ طبقة من الورم حتى وصلنا الى قاع الورم في الأنسجة المحيطة ، وعادة يحتاج المريض 7-14 يوماً حتى يلتئم الجرح تماماً وننصح بإستخدام دهان المُضاد الحيوي حتى يلتئم الجرح نهائياً.

د إبراهيم خليل العرادي-استشاري طب وجراحة الجلد-الكويت