علاقة الطب بالدين

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم

صار لي فتره ادور اجوبه على هذي الاسئله اعلاقة الطب بالدين ؟

هل الطب فرع من فروع الدين ؟   ياليت الي يقدر يفيدني يرد!


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

أولاً: الطب لا يُعتبر فرع من فروع الدين.

ثانياً: كل الديانات السماوية التي أتى بها رُسل الله سبحانه و تعالى فيها تعاليم إن إتبعها الإنسان يصح بدنه. فهُناك علاقة يُمكن القول عنها غير مُباشرة بين الطب و الدين. نضرب بعض الأمثلة:

1- الحديث المروي عن خاتم الرُسل و سيد البشر محمد صلى الله عليه و آله و سلم "المعدة بيت الدآء و الحمية رأس الدواء" , هذا الحديث يُبين لنا أن الكثير من الأمراض تُصيب الإنسان من خلال المعدة عن طريق الطعام, سواءً كان الطعام مُلوثاً بالجراثيم (البكتيريا-الفيروسات-الطفيليات) أو نوعية الطعام (الدسم-المالح) أو الإفراط في الطعام حتى التخمة , حيث قال سيد البشر محمد صلى الله عليه و آله و سلم (بما معناه)  "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع و إذا أكلنا لا نشبع, فإن كان لا بد فثلث للطعام و ثلث للماء و ثلث للهواء" , و هذا ما حدث في قصة الطبيب اليهودي الذي أتى للعمل في المدينة المُنورة فذُهل لقلة أو عدم المُراجعين له من المُسلمين, فشكى ذلك للنبي محمد صلى الله عليه و آله و سلم سائلاً إياه (بما معناه) "هل أنت أمرت المُسلمين بعد مُراجعتي لكوني يهودي", فرد عليه سيد البشر بالحديث السابق الذكر. حيث إتباع المسلمين لهذه التعليمات جنبتهم الإصابة بالأمراض و السقام لمُراجعة الطبيب. كذلك صوموا تصحوا, و لو أن غاية الصيام هي تقوى الله سبحانه و تعالى , إلا أن من آثار الصيام الجسدية هي صحة البدن, و هذا هو الطب الوقائي الذي هو الآن من أهم أولويات الدزل المُتقدمة طبياً التي تسعى لتجنب إصابة مواطنيها بالأمراض بدلاً من علاجها , حيث أن الوقاية خير من العلاج, و هذا جلي من تعاليم دين الإسلام  الحنيف.

2- الآية 82 سورة الإسرآء "و نُنزل من القرآن ما هو شفآء و رحمة للمؤمنين و لا يزيد الظالمين إلا خساراً" صدق الله العلي العظيم. تدُل على أن القرآن فيه شفآء للأمراض النفسية و الجسدية, و ما أكثر الأمراض النفسية في هذه الأيام. كذلك الجسدية و معروف الإستشفآء بالقرآن الكريم و هذا ليس بتخصصي و لكن توجد سور و آيات مُعينة للأمراض و الأسقام التي بقدرة الله و بركته يُشافى المريض.

3- في الشريعة الإسلامية الكثير من الأمور المُستحبة (التي ينصح بها الدين و لكنها ليست واجبة) و الأمور المكروهة (التي ينهى عنها الدين و لكنها ليست مُحرمة), العمل بالأمور المُستحبة و ترك الأمور المكروهة له تأثير بدني على صحة الإنسان و لو أننا لا نعي أو نفهم هذه الأمور, و لكن من تجارب و حياة بعض العلمآء الأجلآء الذين تمتعوا بصحة جيدة طيلة حياتهم و أنعم الله عليهم بطولة العمر كان للعمل بالمُستحبات و تجنب المُكروهات أثر في ذلك. إذن الدين له علاقة بالطب و التطبيب.

ثالثاً: الشريعة الإسلامية (الدين) يضبط الطب من الإنفلات, أي ليست كل الأمور الدارجة طبياً هي جائزة شرعاً (مُحللة). سوف أضرب مثال  لا يُمكن الجدل فيه بتاتاً كمثال واضح, ما نراه هذه اليام من عمليات تغيير الجنس (حيث يتم تغيير جنس شخص ولد ذكراً إلى أنثى) عمل مُحرم في جميع الأديان السماوية و عمل شنيع حرام 100% لآثاره المُدمرة على المجتمعات البشرية باسرها دون إستثنآء و ليس له مُبرر أبداً غير إتباع إغوآء الشيطان و الشهوات المُنحرفة التي حتى (أجلكم الله) الكلب لا يعملها أو حتى يُفكر فيها. فالدين يُحرم هذا و يمنعه و يمنع أشياء أخرى ليست محل تفصيل هُنا, و لكن ما وصلنا إليه الآن بمثل هذه العمليات هي نتيجة فصل الدين عن الطب و عدم التقيد بالشرع في الأمور الطبية. منها كذلك الأدوية التي يدخل في تكوينها المُحرم مثل الكحول و أجزآء الميتة و النجاسات, يُحرمها الدين و لكن إن كانت ضرورية للإنقاذ حياة المريض فتستخدم  للضرورة و بمقدار الضرورة فقط.

و لو أننا نتبع التعاليم في ديننا لتنعمنا بالصحة و العافية, الحديث يطول و مُفصل و يمكن أن يكون هناك آرآء أخرى أرجو من رواد الموقع أن يُشاركوا بها. و أتمنى من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في بعض النقاط عن هذا الموضوع.

دكتور خليل اليوسفي