سؤال عن التشوهات الوعائية الدموية Vascular Anomalies

السؤال

السلام عليكم تحية طيبة وبعد، بداية اهنئكم على هذا الموقع الفعال ونشكر لكم جهودكم الكريمة.لي ابن اخت لوحظ عليه مؤخرا وجود عروق واضحة الظهور في مؤخرته،كذلك وجود عرق شبه متضخم في اسفل بطنه.بعد مراجعة اكثر من طبيب استوضح ان الطفل يعاني من مرض خلقي وعلامة ذلك وجود مثل حموة في ظهره وقد ذكر الطبيب انها ليست وحمة وانما هي اشارة لمرض الطفل.وقد امر بعمل قسطرة وذلك لمعرفة هل يوجد تجلط او لمعرفة وتحديد نوع المرض.يرجى من سيادتكم توجيهنا لمعرفة خطورة هذا المرض وماهي الاجراءات الوقائية للحد منه وهل هو مُزمن ام امكانية التعافي منه باذن الله علما ان الطفل لما يتجاوز الثامنة ويتمتع بصحة جيدة ولايبدو عليه اي تعب هو فقط ملاحظة الام لكثرة العروق في مؤخرته ولكم جزيل الشكر والعرفان ام دانة.

الجواب

 أولاً: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و شكراً على التهنئة.

ثانياً: كان السؤال عن أسباب التجلط عند الأطفال, و لكن من سياق السؤال يتضح بأن المُشكلة شيء آخر و لهذا غيرت العنوان و لكن سوف نذكر شيء عنها في السياق. طبعاً وجود هذه العروق الواضحة في مؤخرة الطفل و أسفل البطن يجعل الطبيب يشك بوجود إرتفاع ضغط الدم البابي Portal Hypertension و هي دورة دموية يصب فيها الدم من أجزاء من الأمعاء في الكبد و من ثم يخرج الدم من الكبد في طريقه إلى القلب, و أي تشوه خلقي أو تجلط يمنع أو يُعيق الدم من مُغادرة الكبد إلى القلب يُسبب إرتفاع ضغط الدم البابي. الآن بالنسبة للحالة الطبيب يشك بأن هُناك تشوه وعائي Vascular Anomaly في هذه الدورة و الظاهر على الجلد كوحمة.

ثالثاً: يحتاج الطبيب لعمل سونار, أشعة مقطعية, تصوير رنين مغناطيسي و قثطرة (تصوير الأوعية الدموية Angiography) لمعرفة الخلل بالضبط و تحديده و بالتالي العلاج الذي يُمكن أحياناً أن يُعمل أثناء القثطرة.

رابعاً: غير هذا السبب توجد أسباب عديدة (و لكن يُمكن أن لا تنطبق على هذه الحالة) منها أسباب خلقية تمنع الدم من التدفق من الكبد, إلتهابات الكبد, و حسب السؤال في البداية, حالات فرط الخثورية Hypercoaguability (تُسبب تجلط) مثل عوز بروتين سي Protein C Deficiency و عوز بروتين اس Protein S Deficiency و عوز مُضاد الثرومبين 3  Antithrombin III Deficiency و كذلك كثرة صفائح الدم الأساسي Essential Thrombocytosis و كثرة الكريات الحمر الحقيقي Polycythemia Vera و غيرها من الأسباب, من هذا يتضح بأن المسألة ليست سهلة و تحتاج لعمل إستقصاءات لمعرفة التشخيص و من ثم العلاج.

خامساً: هل الحالة مُزمنة و يُمكن علاجها؟ كذلك يعتمد على التشخيص, يُمكن أن تكون مُزمنة و لكن يُمكن علاجها خاصة بأن الطفل سليم و نشيط و وصل لعمر 8 سنوات دون مشاكل صحية خطرة و لكن يجب عدم إهمال الحالة و مُتابعنها و عمل اللازم للوصول للتشخيص.

دكتور خليل اليوسفي